دلائل النبوّة

قال الله تعالى: مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّـهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونٍَ ﴿٧٩﴾ سورة ءال عمران

دلائل النبوّة



بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية الرسول لربه بقلبه لا ببصره في تلك الليلة

أما رُؤْيةُ النبي لرَبّه ليلة المعراج فقد رَوَى الطَّبرانيُّ في المُعْجَمِ الأَوْسطِ1 بإسْنادٍ قَويّ كما قالَ الحافظُ ابن حجر2 عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنْهما "رأَى محمَّدٌ ربَّهُ مَرّتينِ".
وروى ابنُ خُزَيْمةَ بإسْنادٍ قَوِيّ3: "رأَى محمَّدٌ4 رَبَّهُ".
وَالمرادُ أنَّه رءاهُ بقَلْبِهِ بدَليلِ حَديثِ مُسْلمٍ5 من طَريقِ أبي العاليةِ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِهِ تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)﴾ [سورة النجم]، قال "رَأَى رَبَّهُ بفؤادِه مرَّتينِ".
تَنْبِيهٌ قالَ الغَزاليُّ في إحياءِ علومِ الدّينِ6 "الصَّحيحُ أنَّ النّبيَّ لم يرَ ربَّهُ لَيلَةَ المعْراجِ"، ومرادُه أنه لم يرَهُ بِعَيْنِه إذْ لم يَثبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ رأيْتُه بعَيْني ولا أنَّ أحدًا من الصَّحابةِ أو التّابعينَ أو أتْباعِهم قال: رءاهُ بعَيْنَي رأسِه.

----------
1 ) المعجم الأوسط (6/105).
2 ) فتح الباري (8/607).
3 ) عزاه الحافظ ابن حجر لابن خزيمة وقوى إسناده، انظر فتح الباري (8/608).
4 ) هذا قول ابن عباس رضي الله عنه: رواه الترمذي في سننه: كتاب تفسير القرءان: باب سورة والنجم.
5 ) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب معنى قول الله {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)} [سورة النجم].
6 ) إحياء علوم الدين (4/330).
قائمة دلائل النبوّة