دليل الزيارة خارج مكة والمدينة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسى أُولـئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾ ﴿18 سورة التوبة﴾

خارج مكة والمدينة



الرَّوحاء


بئر الرَّوحاء

الرَّوحاء طريق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى بدر. الروحاء مكان معروف بين مكة والمدينة، وإلى المدينة أقرب، في الروحاء بئر توضأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد صلى فيه عليه الصلاة والسلام. عن أُسامة بن زيد بن حارثة رضي الله قال: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا، فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة لها صَبِيٌّ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنِي فُلَانٌ، وَالَّذِي بعثك بالحق ما زال في حنق وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا.

فأكسع إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ، ثُمَّ تَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِيهِ-، ثُمَّ قَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ نَاوَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ فَقَالَ: خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْه: وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ، فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ



بين المدينة المنورة ومكة المكرمة

بئر الرَّوحاء الواقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وإلى المدينة أقرب بـ 80 كيلو متراً، وسمي بهذا الاسم على أكثر الأقوال لأن المارّين كانوا يستريحون في هذا المكان فقد كان محطة للقوافل.

وقد نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى غزوة بدر الكبرى وكثير من الغزوات، وكذلك في الحج والعمرة كما قال الحافظ عماد الدين بن كثير روايةً عن الإمام محمد بن إسحاق: "نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم سجسج وهي بئر الروحاء ثم ارتحل منها حتى إذا كان منها بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار وسلك ذات اليمين على النازية".