دليل الزيارة خارج مكة والمدينة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّما يَعمُرُ مَساجِدَ اللَّـهِ مَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَم يَخشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسى أُولـئِكَ أَن يَكونوا مِنَ المُهتَدينَ﴾ ﴿18 سورة التوبة﴾

خارج مكة والمدينة



جبل الرّماة

هو عبارة عن جبل صغير يقع بجانب جبل أحد، شمال المسجد النبوي على بعد نحو ثلاثة كيلو مترات منه، قرب المدينة المنورة.
هو الجبل الذي أمر النبي الرماة أن يتمركزوا فيه في غزوة أحد التي وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكان عددهم خمسين رجلاً، ليحموا ظهور المسلمين من تسلل المشركين.
أوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يغادروه مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره، ودارت المعركة ورجحت كفة المسلمين، وبدأ المشركون بالهرب، وظن معظم الرماة أن المعركة حسمت لصالح المسلمين فنزلوا من الجبل ولم يلتفتوا لنداءات أميرهم وتبعوا المشركين وبدأوا بجمع الغنائم، وانتهز حينها قائد المشركين الفرصة والتف بفرسانه بسرعة من حول الجبل وفاجأوا بقية الرماة فقتلوهم. ثم هاجموا المسلمين من خلفهم فتشتت صفوفهم، واستشهد الكثير من الصحابة، وكان منهم حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنوا في موقع المعركة عند قاعدة جبل أحد بينه وبين جبل عينين، وقبورهم يزورها المسلمون أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زارهم ودعا لهم.
إنّ الرماة الذين أوصى إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلازموا منازلهم لَمّا عصوا نبيهم وخالفوا أمره أنزل الله تعالى بهم الهزيمة جزاء لهم على مخالفة أمر نبيهم، فكانوا هم السبب فيما نزل بإخوانهم المسلمين من البلاء الشديد. وليعلم أن نبي الله عليه السلام لم يخسر في غزوة أحد أبدًا لأنه رابح في المعنى عند الله فليكن لنا في ذلك موعظة بليغة.