حق المسلم على المسلم

"قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿110﴾ ﴿سورة الكهف﴾

حق المسلم على المسلم

اتباع الجنازة

أما الحقُّ السادسُ الذي ذكرَه النبي العظيمُ صلى الله عليه وسلم فهو اتباعُ جِنازةِ المسلمِ إذا ماتَ، فقال الصادقُ المصدوق :"وإذا ماتَ فاتبعْه" والمُشيِّعُ للجنازةِ له من الأجرِ مثلُ جبلِ أحُدٍ فقد روى البخاريُّ عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ أنّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ قال :"من اتبعَ جنازةَ مسلمٍ إيمانًا واحتسابًا وكان معه حتى يُصليَ عليها ويفرغَ منْ دفنِها فإنهُ يرجعُ من الأجرِ بقيراطينِ كلُّ قيراطٍ مثلُ أحُدٍ، ومن صلى عليها ثم رجعَ قبل أن تُدفَنَ فإنَّه يرجِعُ بقيراطٍ" ومعلومٌ أن تشييعَ الجِنازةِ فرضُ كفايةٍ متى قامَ بهِ بعضُ المسلمينَ سقَطَ عن الباقينَ. ويُسَنُّ للرّجالِ المشيُ خلفَ الجنائِزِ. ولا يُسنُّ ذلكَ للنساءِ والمرادُ المشيُ المتوسطُ الذي لا يُوصَفُ بالجريِ فإنَّهُ يُذهِبُ الخشوعَ، ويمشي ساكتًا مشغولاً بذكرِ اللهِ مُطْرِقًا مفكِّرًا في رهبةِ الموتِ ومصيرِه، فإنَّ المقامَ مقامُ عِظةٍ واعتبارٍ، وأنَّ هذه هي عاقبةُ أهلِ الدنيا ومصيرُهم فلا يَغترُّ بها ولا يركنُ إليها، ولا بأسَ بقولِ المُشَيّعينَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ ولا عبرةَ بقولِ المجسّمةِ الذين يُحَرِّمُونَ قولَ لا إلهَ إلاَّ اللهُ عند اتّباعِ الجنائِزِ.
فعسى أن نتدبّرَ جميعًا هذه الحقوقَ التي علمنا إياها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ حتى نعودَ فنشعرَ كما كان الأوائلُ بأننا جسدٌ واحدٌ إذا اشتكى منه عضوٌ تَداعى لهُ سائرُ الأعضاءِ بالسَّهرِ والحمَّى.

قائمة حق المسلم على المسلم