قراءة في حديث نبوي شريف

"قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿110﴾ ﴿سورة الكهف﴾

شرح أحاديث نبوية شريفة

أَلَا إنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِية

روى الترمذي بإسناد حسن أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: *"مَنْ خَافَ أدْلَجَ ومَنَ أدلَجَ بَلَغَ الْمَنزِلَ، أَلَا إنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِية، أَلَا إنَّ سِلعَةَ اللهِ الْجَنَّة".*
معنى الحديث: مَن خاف أن يُدرك في الطريق وأن يلحقَه قُطاع الطريق أدلج في السير أي سار في الدُّجى بغاية النشاط والقوة حتى يقطع السير بسرعة وحتى يسلَم من خطر قطاع الطريق،
والدُلجة السير في أول الليل وقيل في ءاخره لأن السير في أول الليل وفي ءاخره يكون فيه نشاط وقوة على السير وفي الحديث:
*"استعينوا بالغدوة والروحة وشىء من الدلجة"* ، المعنى أن المؤمن يأخذ نصيبه من الطريق بقوة ونشاط وذلك بالجد في طاعة الله والحذر من معاصي الله فمن خاف غضب الله وخاف النار جد في الطلب واستقام واستمر ولم يرجع القهقري ولم يكسل بل يستمر في طاعة الله وترك معاصيه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى
كما أن الخائف في السفر يُدلج في السير يعني يجتهد في ليله ونهاره يمشي في الليل والنهار في الأوقات المناسبة حتى يقطع السير ويبتعد عن شر قطاع الطريق ثم قال عليه السلام : *"ومن أدلج بلغ المنزل"*
اي من سار بجد وصبر ونشاط وصبر على تعب السير بلغ المنزل بإذن الله في وقت أسرع ممن تساهل وتباطأ، ثم بيَّنَ عليه الصلاة والسلام أن سلعة الله غالية وهي جديرة بأن يعمل المؤمن ويجتهد ويصبر ويواصل السير حتى يُدرك هذه السلعة العظيمة وهي الجنة.
قال الطيبي رحمه الله: هذا مثلٌ ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لسالك الآخرة؛ فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه، فإنْ تيقظ في مسيره وأخلص النية في عمله أمِنَ من الشيطان وكيده ومن قطاع الطريق بأعوانه،
ثم أرشد إلى أن سلوك طريق الآخرة صعب وتحصيل الآخرة متعسر لا يحصل بأدنى سعي فقال (ألا) بالتخفيف للتنبيه (إن سلعة الله) أي من متاعه من نعيم الجنة (غالية) بالغين المعجمة أي رفيعة القدر (ألا إن سلعة الله الجنة) يعني ثمنها الأعمال الباقية المشار إليها بقوله سبحانه: *﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)﴾ [سورة الكهف].*

قائمة قراءة في حديث