قراءة في حديث نبوي شريف

"قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ ﴿110﴾ ﴿سورة الكهف﴾

شرح أحاديث نبوية شريفة

صيد وذبائح

من أكل طيباً

قال الصادق المصدوق حِبيبنا المصطفى صلى اللهُ عَليه وسلَّم "من أكل طِيّبا وعمل في سنة وَأمن الناس بوائَقه دخل الجنة" رواه الّترمذي.
"من أكل طيبا" يعني من كان مطعمه حلالا مما يباح للإنسان أكله ولا مما جلبه بطريق حرام. "وعمل في سنة" أي وعمل في موافقة سنة، أي من عمل بما يوافق شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف يعمل بالشرع إذا لم يتعلم؟ كيف يتأكد أن صلاته وصيامه وسائر عبادته صحيحة إلا بالعلم، بل كيف يعرف أن ما يأكله وما يشربه وما يلبسه وما يسكنه من حلال إلا بالعلم، لذلك قال البخاري رحمه الله في صحيحه "باب العلم قبل القول والعمل" وقوله صلى الله عليه وسلم "وأَمِنَ الناس بوائقه" معناه أمن الناس ظلم يده ولسانه، كما قال الرسول الأكرم "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ومن يده" أي من صفات المسلم الكامل أن يسلم المسلمون من لسانه ويده.

سمّوا الله

حديث البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا"، فقال: "سموا الله أنتم وكلوه". فالحديث ورد في ذبيحة أناس مسلمين قريبي عهد بكفر- يعني أسلموا من جديد- وذلك لقول عائشة يا رسول الله إن أناس حديثي عهد بكفر يأتوننا بلحمان لاندري أذكروا اسم الله عليه أم لا، فقال: "سموا الله أنتم وكلوه" معناه أن هذه اللحوم حلال لأنها مذكاة بأيدي مسلمين ولو كانوا حديثي عهد بكفر- يعني أسلموا من جديد- ولا يضركم أن تعلموا هل سموا أولئك عند ذبحها أم لا، وسموا أنتم عند أكلها أي ندبا لا وجوبا لأن التسمية سنة عند الذبح فإن تركها الذابح حل الأكل من الذبيحة.

المشكوك في حلّه

في صحيح مسلم عن عدي ابن حاتم قال "إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله فان وجدته قد قتل فكل إلا أن تجده قد وقع في ماء فإنك لا تدري الماء قتله أم سهمك" فمن أجل الشك في سبب الحل حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أكله فمن هذا الحديث ونحوه أخذ العلماء حرمة أكل اللحم المشكوك في حله وأجمعوا على ذلك.

قائمة قراءة في حديث