مسرى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
[سورة الإسراء /1].

مسرى نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

هل تعلم ماذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في إسرائه

هل تعلم ماذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في إسرائه؟

أما بعد فلقد رأى النبي في إسرائه عجائب كثيرة منها أنه رأى الدنيا بصورة عجوز ومعناه أنه فات من عمر الدنيا أكثر مما بقي فالآخرة قريبة فمطلوب أن يستعد الإنسان لها.
كذلك رأى ابليس متنحيًا عن الطريق، ورأى المجاهدين في سبيل الله يزرعون ويحصدون في يومين ورأى خطباء الفتنة الذين يدعون للضلال والفساد تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض أي بِمِقَصات من نار.

ورأى قوماً ترضخ رؤوسهم أي تُكسر بالحجارة ثم تعود كما كانت وهم الذين تتثاقل رؤوسهم عن تأدية الصلاة. ورأى كيف يكون حال الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة وحال الذين لا يؤدّون الزكاة وحال الزناة والذين لا يؤدون الأمانة وءاكلي الربا وءاكلي أموال اليتامى وشاربي الخمر. ورأى أناسًا يخمِشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية وهم الذين يغتابون الناس.
وشم رائحة طيبة من قبر ماشطة بنت فرعون وكانت مؤمنة صالحة وجاء في قصتها أنها بينما كانت تمشط رأس بنت فرعون سقط المشط من يدها فتناولته وهي تقول بسم الله، فسألتها بنت فرعون: أو لك رب إله غير أبي، لأن فرعون كان يقول للناس أنا ربكم الأعلى، وكان يقول: ما علمت لكم من إله غيري، فقالت الماشطة ربي وربُّ أبيك هو الله، فقالت: أ أخبر أبي بذلك، قالت أخبريه، فأخبرته فطلب منها الرجوع عن دينها فأبت فحمى لها ماءً حتى صار شديد الحرارة فألقى فيه أولادها واحدًا بعد واحدٍ ثم لما جاء الدور إلى طفل كانت ترضعه بكت فأيدها الله بكرامة وأنطق الرضيع فقال: يا أماه اصبري فإن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا فلا تتقاعسي فإنك على الحق فتجادلت، فرمى الطفل فلما جاء دورها قالت لفرعون لي عندك طلب أن تجمع العظام وتدفنها فقال لك ذلك، وألقاها حية في الماء فماتت شهيدة ثم لما كان النبي عليه الصلاة والسلام في الإسراء أكرمها الله وانبعثت من قبرها الرائحة الطيبة كأنها تحيي رسول الله صلى عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف.