كتاب الصيام

أيهما أفضل الفطر في السفر أم الصوم؟

المسافر الذي له أن يفطر هو المسافر سفرًا طويلاً وهو الذي تقصر فيه الصلاة وإن كان لا يتضرر، ولكن إن كان لا يتضرر فالصوم أفضل.
الرسول صلى الله عليه وسلم كان في الغالب في أسفاره يصوم وعلى هذا يحمل ما روى البخاري ومسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ وَجَهِده الصَّوْم فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: صَائِمٌ. فَقَالَ: "لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَر" أَيْ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ يُجْهِد الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ حَتَّى يَبْلُغ بِهَا هَذَا الْمَبْلَغ، وَقَدْ فَسَّحَ اللَّه لَهُ فِي الْفِطْر، يعني إذا كان يصيبه ألم يشق عليه احتماله لا خير في صيامه. المشقة التي تحصل للصائم درجتان: إن كان يحصل له مشقةٌ يصعب احتمالها فالفطر أفضل أما إذا كان يخشى الهلاك فحرام عليه الصوم.
قال أنسٌ "في السفرِ إن أفطرتَ فرُخصةٌ وإن صمتَ فهو أفضلُ" رواهُ البيهقيُ فإن تضررَ فالفطرُ أفضَلُ بالإجماعِ وعليهِ حديثُ الشيخينِ "ليسَ من البرِّ الصومُ في السفرِ".