مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي

قال الله تعالى: أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّـهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٦٢﴾ سورة يونس

مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي



صفاته وأخلاقه

يُعَدُّ الإمام الأوزاعي أحد الفقهاء الأعلام الذين أثّروا في مسيرة الفقه الإِسلاميّ، خاصّة في بلاد الشّام والأندلس. وقد بقي أهل دمشق وما حولها من البلاد على مذهبه زمانًا طويلاً. وكان رضي الله عنه فضلاً عن تحلّيه بالعلم والتّواضع والزّهد شديد الوقار والهيبة، وقد وصفه معاصروه بأنّه أقرب إلى الطّول، مائلاً إلى السّمرة، خفيف اللحية، يخضب بالحنّاء، ويلبس الثّياب البيضاء، وتكلّل هامته عمامته.
ولقد كان الإمام الأوزاعي إلى جانب علمه رجلاً زاهدًا ورعًا تقيًّا كثير العبادة قليل الكلام، وقد ورد عن الوليد بن مسلم أنّه قال عنه:"ما رأيتُ أحدًا أكثر اجتهادًا من الأوزاعي في العبادة، وكان إذا صلّى الصّبح جلس يذكر الله تعالى حتّى طلوع الشّمس".
أمّا الإمام بن عساكر فقد قال عنه: "كان الأوزاعي كثير العبادة حسن الصلاة ورعًا طويل الصّمت".
وكان رضي الله عنه كثير البكاء والتّهجد والابتهال في دعائه، ولم يُرَ قَطُّ ضاحكًا يقهقه بل كان غاية ذلك أن يبتسم، وكان لا يبكي في مجلسه فإذا دخل بيته كان يبكي حتّى يشفق عليه.
ويروى أنّ امرأةً دخلت على زوجة الإمام الأوزاعي فرأت الحصير الذي يصلّي عليه مبلولاً فقالت لعلَّ الصبيَّ بال ها هنا؟ فقالت: هذا أثر دموع الشّيخ في سجوده، هكذا يصبح في كلّ يوم.
وقد أفنى عمره في طاعة الله تعلُّمًا وتعليمًا فكان من العلماء العاملين الذين يرون أنّ النجاة في الآخرة منوطة بالعمل الصّالح والنّية الصّادقة. وقد روى عنه أحد أحفاده أنّه قال: من تعلّم بابًا من العلم كان أفضل من عبادة حول – أي سنة – يُصام نهاره ويُقام ليله أي من النوافل.

قائمة مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي