مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي

قال الله تعالى: أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّـهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ ﴿٦٢﴾ سورة يونس

مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي



الإمام الأوزاعيّ لا يخشى في الله لومة لائم

لما سأله عبد الله بن علي – عم السفاح الذي أجلى بني أمية عن الشام،وأزال اللهُ سبحانه دولتهم على يده – عن بني أمية قائلاً: يا أوزاعي، ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادًا ورباطًا هو؟ فقال الأوزاعيّ: أيها الأمير، سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول، سمعت محمد بن إبراهيم التيمي يقول، سمعت علقمة بن وقاص يقول، سمعت عمر بن الخطاب يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه" فغضب عبد الله بن علي، ثم قال: يا أوزاعي، ما تقول في دماء بني أمية؟ فقال الأوزاعي:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث:النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة". فاستشاط الأمير غيظًا، ثم قال: ما تقول في أموالهم؟ فقال الأوزاعي: إن كانت في أيديهم حرامًا فهي حرام عليك أيضًا، وإن كانت لهم حلالاً فلا تحل لك إلا بطريق شرعي. فأمره الأمير بالانصراف، ثم أمر له بعطيَّةٍ، فأخذها الأوزاعي ثم تصدق بها.

قائمة مقصد الساعي لمعرفة مناقب الأوزاعي