دليل الزيارة في مكة المكرمة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)﴾
﴿18 سورة التين﴾

مكة المكرمة



قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها
في مقبرة المعلاة

أم المؤمنين السيّدة خديجة رضي الله عنها

توفّيت أم المؤمنين السيّدة خديجة رضي الله عنها بمكة في السنة الثالثة قبل الهجرة، وقد حزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً.
ومما يدل على فضلها وجلالة قدرها أن الله سبحانه وتعالى أرسل إليها السلام مع جبريل وأمر نبيه أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. ففي الصحيحينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ".

وأما قولهُ "من قَصبٍ" القَصبُ في هذا الحديثِ اللؤلؤُ المجوّفُ واسعٌ كالقصرِ المنيفِ، وقولهُ "لا صَخَبَ فيه ولا نصَبَ" الصَخَب اختلاط الأصواتِ وإرتفاعُها، وقيلَ ليسَ فيه ما يؤذِي ساكِنَهُ. والنصَبُ التعبُ أي لا يلحقُها تَعبٌ فيهِ.
رضي الله عنها وأرضاها وأكرم مثواها وحشرنا معها تحت لواء حبيبه محمد صلى عليه وسلم.



زواجها من النبيّ صلى الله عليه وسلم

كانت أم المؤمنين خديجةُ بنت خويلد رضي الله عنها امرأةً حازمةً لبيبةً شريفةً مع ما أراد اللهُ منْ كرامتِها، فعرضتْ نفسَها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكرَ ذلكَ لأعمامِهِ، فخرجَ معهُ عمُّهُ حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ حتى دخلَ على خويلِدٍ بنِ أسدٍ، فخَطَبَها إليهِ.

فتزوّجها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابنُ خمسٍ وعشرينَ سنةً، وكان عُمُرُها يومئذٍ أربعينَ سنةً فولدَتْ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَدَهُ كُلُّهُمْ إلا إبراهيمَ فإنه كان من ماريَةَ القبطيةِ، وأكبرُ أولادِهِ من خديجةَ القاسمُ وبه يُكْنَى صلى الله عليه وسلم، وعبدُ اللهِ ويسمّى الطاهرَ والطيّبَ، وماتا قبل البعثةِ ودفنا بجانب أمهما في مقبرة المعلاة.
وحَزِنَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لفَقْدِها حُزنًا شديدًا معَ كاملِ الصبرِ والتسليمِ للهِ ربِّ العالمينَ، حتى سُمِّيَ ذلكَ العامُ بعامِ الحزنِ.