دليل الزيارة في مكة المكرمة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)﴾
﴿18 سورة التين﴾

مكة المكرمة



الحجر الأسود

الذي هو على إحدى زوايا الكعبة المعظمةِ أُنزِل من الجنةِ، ياقوتة بيضاء ولكن لتمسُّح أهل الشرك والأوثان به اسودَّ لونُه وذهب نورُه.
روى الترمذيُّ مِنْ حديثِ ابنِ عباسٍ «الحجرُ الأسودُ مِنَ الجنةِ».
وعنْ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو عندَ أحمدَ «الحجرُ الأسودُ من حجارةِ الجنةِ لولا ما تَعَلَّقَ بهِ مِنَ الأيدي الفاجِرَةِ ما مَسَّهُ أَكْمَهُ ولا أَبْرَصُ ولا ذو داءٍ إلاّ بَرِئ» أخرجَهُ سعيدُ بنُ مَنصورٍ.
وروى الترمذيُّ: نَزَلَ الحجرُ الأسودُ مِنَ الجنَّةِ وهوَ أشَدُّ بياضًا مِنَ اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خطايا بَني ءادمَ. وقالَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
لما اجتمعت قريش لبناء الكعبة خشية أن يهدمها السيل بنت كل فرقة جانبًا، فلما وصلوا إلى محل الحجر الاسود اختلف ملاؤهم أي أشرافهم فيمن يضع الحجر موضعه، فكل قبيلة تريد رفعه دون الاخرى.
وتنازعوا تنازعًا كثيرًا حتى وقف أمرهم أي في ذلك الشأن، واستمروا على ذلك نحو خمس ليال وأعدوا للقتال وتعاهدوا على الموت.
فقال أسنّهم أبو أمية بن المغيرة: "حكّموا فيما بينكم أول داخل إلى المسجد" ففعلوا، فكان أول داخل رسول الله عليه الصلاة والسلام.
فقالوا: "هذا الأمين رضينا به"، فحكم بينهم فقال: "هلم ثوبًا"، فأتوه به فحط أي وضع الحجر الاسود فيه ثم قال: "لترفع كل قبيلة منك طرفًا" فرفعوه جميعًا ثم لما بلغوا به محله أخذه بيده فوضعه مكانه وبنى عليه، فرضوا كلهم بما جرى من حُكمه بذلك، وكان ذلك يوم الاثنين عام خمس وثلاثين من مولده الشريف.
قال السهيلي: وكان ارتفاع الكعبة تسعة أذرع وهي بلا سقف فزادتها قريش تسعة، ورفعوا بابها عن الارض بحيث لا يُصعد إليها إلا بدرج، وزادها ابن الزبير تسعة فصارت سبعًا وعشرين وألصق بابها بالأرض وجعل لها بابًا من ورائها وأدخل الحِجر فيها.