كان سيدنا عبد الرحمن ابن أبي بكر رضي الله عنهما مع النبي عليه الصلاة والسلام في مجموعة كبيرة من الصحابة الكرام وعددهم مائة وثلاثون في مجلس من مجالس الخير والبركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل مع أحد منكم طعام؟" فإذا مع رجل من الصحابة كمية من طعام فقام بتجهيزه، ثم جاء راعٍ معه غنم فاشترى النبي عليه السلام منه شاة وأعطاها لأحد أصحابه الذي ذبحها وهيّأها للأكل، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبد الشاة أن تُشوى، ولما جيء بها مشوية بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم صار النبي عليه السلام يُقطع منها قطعًا قطعًا ويُعطي هذا قطعة وهذا قطعة حتى أكل منها هؤلاء المائة والثلاثون صحابيًا، فمن كان شاهدًا أخذ، ومن كان غائبًا خُبّئ له منها، ثم وُضع الطعام الأول في وعاءين كبيرين فأكل الجميع منهما وشبعوا وبقي منه بقية كبيرة، ثم حُملت بقية الطعام في الوعاءين على بعير وأُخذ بها إلى من يحتاج إلى الطعام، وهكذا ظهرت بركة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ومعجزته في الكبد والطعام حيث أشبعا بإذن الله هذا الجمع العظيم من الصحابة.