هجرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

قال الله تعالى: ﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾
[سورة التوبة /١٠٠].

هجرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

اللهم اكفناه بما شئت

اللهم اكفناه بما شئت

بعد ثلاثة ليالٍ في غار ثور أكمل النبي سيره وفي أثناء طريقه لحقهم سراقةُ ابن مالك يريد إرجاعهما ليحصل على الجائزة الكبرى مائة من الابل. وكان قوياً متمكناً في اتباع الأثر، وكان فارساً. فحين اقترب منهما على نحو رُمحين أو ثلاثة قال أبو بكر: هذا سراقة يا رسول الله فقال النبي: اللهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ . فَسَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ إِلَى بَطْنِهَا في الأرض فنزل عن فرسه وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يُنْجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَوَاللهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ.

فدعا الرسول ربه فخرجت أرجل الفرس من الأرض. ثم عاد سراقة أدراجه إلى مكة وهو يصرف أنظار الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه، كلما مرّ به أحد من المشركين يقول له لم أر أحداً في هذا الطريق.
وهكذا انطلق اليهما في الصباح جاهدًا في قتلهما وعاد في المساء يحرسهما ويصرف الناس عنهم.