مما شرّف الله به نبيّه

قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بالمؤمنين رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ﴿١٢٨﴾ سورة التوبة

مما شرّف الله به نبيّه



بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

قال الله في القرءان الكريم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ معناه أنَّ الله يهدي به الجِنَّ والإنسَ، مَنْ شاءَ اللهُ لهمُ الهِدايةَ يهديهُمُ اللهُ بمُحمَّدٍ. كم من البشرِ هدى اللهُ بمُحمَّدٍ من الزنوجِ؟ من البيضِ؟ من السودِ؟ من الحُمْرِ؟ من جميعَ أصنافِ البشرِ اللهُ تباركَ وتعالى هدى بمُحمَّدٍ. ثمَّ الجنُّ أيضاً ءامَنَ كثيرٌ منهم بسيِّدِنا مُحمَّدٍ، الجِنُّ الذينَ هم ذُرِّيَّةُ إبليسَ هدى اللهُ كثيراً منهم بسيِّدِنا محمَّدٍ، ءامنوا وأسلَموا. فدعوته ليست مقتصرة على العرب دون العجم، ليست مقتصرة على الذين في مكة دون خارجها، ليست مقتصرة على الذين في الجزيرة العربية بل دعوته صلى الله عليه وسلم عامة شاملة، هذا معنى ﴿رحمةً للعالمين﴾. ليسَ معنى أنَّ محمَّداً رحمةً للعالمينَ أنهُ يشفَعُ للكافرينَ ويُخلِّصهم من نارِ جهنَّمَ، لا ، اللهُ تباركَ وتعالى خلَقَ جهنَّمَ وجعلَ لها أهلاً لا يخرجونَ منها وخلَقَ الجنَّةَ وجعلَ لها أهلاً لا يخرجونَ منها ولا يموتونَ فيها. بعض الناس يقولُ إنَّ محمَّداً رحمةٌ للعالمينَ، إذاً هو يشفَعُ للمؤمنينَ والكافرينَ فينفَعُ الكافرينَ في الآخرةِ كما ينفعُ المؤمنينَ، من قاله فهو جاهلٌ ضالٌّ هالِكٌ. اللهُ تعالى رَحِمَ بمُحَمَّدٍ مَنْ شاءَ مِنْ عبادِهِ مِنَ الإنسِ والجِنِّ ، هذا معنى: ﴿وما أرسَلْناكَ إلاَّ رحمَةً للعالمينَ﴾.