مما شرّف الله به نبيّه

قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بالمؤمنين رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ ﴿١٢٨﴾ سورة التوبة

مما شرّف الله به نبيّه



بسم الله الرحمن الرحيم
محمد رسول الله

قال الله تبارك وتعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾.
في الآية وصف الله تعالى حال النبي وأحوال صحابته الكرام فقال: ﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ ليعم كل من كان بهذه الصفة التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية وهي:
أ - أن يكون المرء رحيمًا بالمؤمنين، شديدًا على الكافرين.
ب - وأن يكون راكعًا ساجدًا أي محافظًا على الركوع والسجود أي الصلاة.
ج – وأن يكون صحيح القصد أي أن يكون قصده بعمله ابتغاء الفضل وابتغاء رضوان الله، ابتغاء فضل الله وابتغاء رضوانه.
ثم هؤلاء وصفوا بأن: ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ ليس معناه أنه تصير في جباههم هنة سوداء من كثرة وضع الجبهة على الأرض ... لا، ليس هذا المعنى إنما المعنى ﴿سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾ أنهم بما أنهم يحافظون على الصلاة، يتقنون الصلاة، يصلونها تامة بأركانها وشروطها وخشوعها تظهر على وجوههم علامة المتقين. يظهر على وجوههم أن هؤلاء من أهل التقوى من عباد الله المخلصين فيكون برؤيتهم يذكر الإنسان ربه يذكر الله هؤلاء هم الذين جاء فيهم الأثر.