كتاب الروائح الزكيّة في مولد خير البرية

فَصْلٌ فِي بَيانِ نُبْذَةٍ مِنْ صِفاتِهِ الكَريـمَةِ وَشَـمائِلِهِ الشَّريفَةِ، وَأَخْلاقِهِ الطّاهِرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُـمَا1 عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّويلِ الذَّاهِبِ لَيْسَ بِالطَّويلِ البائِنِ أَيْ لَيْسَ بِالطَّويلِ الـمُفْرِطِ فِي الطُّولِ، وَلَا بِالقَصِيرِ". وَفِي هَذَا يَحْكِي أَنَسُ بْنُ مالِكٍ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ "رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ" أَيْ مُتَوَسِّطَ الطُّولِ بَيْنَ الطَّويلِ الـمُفْرِطِ فِي الطُّولِ، والقَصيرِ الشَّديدِ القِصَرِ.


وَرَوَى البُخاريُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ4 عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "كَانَ شَعَرُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ"، وَفِي لَفْظٍ ءَاخَرَ عَنْهُ عِنْدَ البُخَاريِّ وَمُسْلِمٍ: "كَانَ شَعَرُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ". كَانَ شَعَرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الأَوْقَاتِ إِلَى أُذُنَيْهِ وَأَحْيَانًا إلَى أَسْفَلَ مِنَ الأُذُنَيْنِ وَأَحْيَانًا يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ، وَلَمْ يحْلِقْ بِالـمُوسَى إِلَّا فِي النُّسُكِ، لِغَيْرِ ذَلِكَ مَا حَلَقَ بِالـموسَى قَطُّ. وَلَمْ يَشِبْ مِنْ شَعَرِهِ إِلَّا نَحْوُ عِشْرِينَ شَعَرَةً، كَانَ شَديدَ سَوادِ الشَّعَرِ، بَعْضُ الصَّحابَةِ قَالَ: "لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ" أَيْ فِي الحُسْنِ وَالجَمالِ.
وَرَوَى مُسْلِمٌ5 عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "مَا شَـمَمْتُ شَيْئًا قَطُّ مِسْكًا وَلَا عَنْبَـرًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مَسَسْتُ شَيْئًا قَطُّ حَرِيرًا وَلَا دِيباجًا أَلْيَـنَ مَسًّا مِنْ كَفِّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".


1- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم، ومسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: باب في صفة النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم وأنه كان أحسن النَّاس وجهًا، والبيهقي في الدلائل (194/1).
4- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب اللباس: باب الجعد، ومسلم في صحيحه: كتاب الفضائل: صفة شعر النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم، والنسائي في صحيحه: كتاب الزينة، وأحمد في مسنده (125/5)، والبيهقي في الدلائل (221/1).
5- انظر التخريج السابق في البخاري ومسلم.