كتاب الروائح الزكيّة في مولد خير البرية

من البدع المستحبة وبدعة الضلالة

* زِيادَةُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَذَانًا ثانِيًا يَوْمَ الجُمُعَةِ:
وَهَذِهِ بِدْعَةٌ أَحْدَثَها عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَفي صَحيحِ البُخَارِيِّ1 ما نَصُّهُ: "حَدَّثَنا ءادَمُ قالَ: حَدَّثَنا ابنُ أَبي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ ابنِ يَزِيدَ قالَ: "كانَ النِّداءُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذا جَلَسَ الإِمامُ عَلَى الـمِنْبَـرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، فَلَمَّا كانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَثُرَ النَّاسُ زادَ النِّداءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ"2.
* الاحْتِفالُ بِـمَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
* الجَهْرُ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ بَعْدَ الأَذَانِ:
* كِتابَةُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عِنْدَ كِتابةِ اسْمِ النَّبِيِّ:
* الطُّرُقُ الَّتِي أَحْدَثَها بَعْضُ الصَّالِـحِينَ:


بِدْعَةُ الضَّلالَةِ
وَهِيَ عَلَى نَوْعَيْنِ: بِدْعَةٌ تَتَعَلَّقُ بِأُصُولِ الدِّينِ، وَبِدْعَةٌ تَتَعَلَّقُ بِفُرُوعِهِ.
فَأَمَّا البِدْعَةُ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِأُصولِ الدِّينِ: فَهِيَ الَّتِي حَدَثَتْ في العَقائِدِ وَهِيَ مُخالِفَةٌ لِـمَا كانَ عَلَيْهِ الصَّحابَةُ في الـمُعْتَقَدِ، وَأَمْثِلَتُهَا كَثيرَةٌ مِنْهَا:
* بِدْعَةُ إنْكَارِ القَدَرِ:
وَأَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَها مَعْبَدٌ الـجُهَنِيُّ4 بِالبَصْرَةِ، كَما في صَحيحِ مُسْلِمٍ5 عَنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ وَيُسَمَّى هَؤُلاءِ القَدَرِيَّةَ6، فَلَمَّا بَلَغَ الصَّحابَةَ قَوْلُ هَؤُلَاءِ تَبَرَّؤُوا مِنْهُمْ، وَأَنْكَرُوا مَقالَتَهُمْ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ -لَمَّا أُخْبِرَ عَنْهُمْ- إِذَا لَقيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَإِنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي، وَكَذَلِكَ كَلامُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَواثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الصَّحابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، وَسائِرِ أَئِمَّةِ الـمُسْلِمِينَ فِيهِمْ كَثيرٌ حَتَّى قَالَ فِيهِمُ الأَئِمَّةُ: كَمَالِكٍ وَالشَّافِعيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِمْ: إِنَّ الـمُنْكِرينَ لِعِلْمِ اللهِ الـمُتَقَدِّمِ يُكَفَّرونَ.


1- صحيح البُخَارِي : كتاب الجمعة : باب الأَذَان يوم الجمعة.
2- الزَّوْراء: مكان بالمدينة، معجم البلدان (156/3).
4- راجع ما تُكلم فيه : التبصير في الدين (21/ص)، تهذيب التهذيب (203/10).
5- صحيح مسلم، أول كتاب الإيمان.
6- راجع في مقالاتهم وفِرفهم : التبصير في الدين (95و63/ص).