عقيدة المسلم

"قال الله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ سورة الشورى

عقيدة المسلم

مقدمة

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ والصلاةُ والسَّلامُ على مُحَمَّدٍ الأمينِ، وعلى ءالِه وأصحابهِ الطاهرينَ.
هذا ذِكْرُ بَيَانِ عَقِيدَةِ أَهلِ السُّنَّةِ وهُمُ ٱلَّذِينَ وَافَقُوا سُنَّةَ ٱلنَّبِيِّ أَيْ شَرِيْعَةَ النَّبِيِّ أَيِ الْقُرْءَانَ وَالْحَدِيْثَ، وَٱلشَّرِيعَةُ هِيَ ٱلْعَقِيدَةُ وٱلأَحْكَامُ. وَالجَمَاعَةِ وهُمُ ٱلَّذِينَ وَافَقُوا جَمَاعَةَ ٱلْمُسْلِمِينَ عَلَى مَذْهَبِ فُقَهَاءِ المِلَّةِ أيْ على ما ذَهَبَ إليْهِ فُقَهَاءُ ٱلأُمَّةِ، وَٱلْمِلَّةُ: هِيَ مِلَّةُ ٱلإِسْلامِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمانِ بنِ ثَابِتٍ الكُوفِيِّ وَهُوَ صَاحِبُ الْمَذْهَب وُلِدَ سَنَةَ ثَمانينَ مِنَ ٱلْهِجرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وأَبِي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ مِنَ ٱلْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ وَٱثنَيْنِ وَثَمَانِينَ مِنَ ٱلْهِجْرَةِ. أَخَذَ ٱلعِلْمَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ ثُمَّ صَارَ مُجتَهِدًا، كَانَ قَاضِيًا أَيَّامَ هَارُونَ ٱلرَّشِيدِ، وَأَبِي عَبدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ الشَّيبَانِيِّ وُلِدَ بِوَاسِط سَنَةَ مِائَةٍ وَخَمْسٍ وَثَلاثِينَ مِنَ ٱلْهِجْرَةِ وَتُوفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ وَتِسْعٍ وَثَمَانِينَ. هو إمام مجتهد كَانَ تِلمِيذَ أَبِي حَنيفَةَ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنهُ ثُمَّ طَلَعَ فِي ٱلعِلْمِ بَحْرًا، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيهِم أَجمعينَ وَما يَعتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وهو علمُ التوحيدِ الذي هو أَساسُ قواعدِ عقائدِ الإسلامِ وهو أشرفُ العلُومِ، وَيدِينُونَ بِهِ لِرَبِّ العَالَمِينَ أي ما يَتَّخِذُونَهُ دِينًا ويَطلبُونَ بهِ الجزاءَ من اللهِ مالكِ العالَمِينَ.

عقيدة المسلم

عقيدة المسلم