عقيدة المسلم

"قال الله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١١﴾ سورة الشورى

عقيدة المسلم



القول في العرش والكرسي

وَالْعَرْشُ وَالكُرْسِيُّ حَقٌّ أي ثابتان يجب الإيمان بوجودهما لأنَّ اللهَ نَصَّ عليهِما في القرءانِ قال الله تعالى: ﴿ربُّ العرش العظيم﴾ وقال تعالى: ﴿وسع كرسيه السموات والأرض﴾. والعرشُ هو أعظمُ الأجسامِ منْ حيثُ الْمِساحةُ وهو سرير له أربع قوائم وأما الكُرسيُّ فهو تحتَه وهو بمثابةِ ما يَضَعُ راكِبُ السَّريرِ قَدَمَهُ، وهو صغيرٌ جدًّا بالنِّسبةِ للسَّريرِ وَهُوَ أي الله تعالى مُسْتَغنٍ عَنِ العَرْشِ وَمَا دُونَهُ أي وما سواه فاللهُ تعالى ليسَ محمولاً بالعرشِ لأنَّ اللهَ لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ يَستحيلُ عليهِ ذلكَ.
مُحِيطٌ بِكُل شَىءٍ أي أن الله محيط بكل شىء بالعِلْمِ والغَلَبَةِ والسُّلطانِ لأن كلَّ شىءٍ تحتَ عِلْمِهِ وقدرتِه لا كإحاطة الظرف بالمظروف لأن ذلك من خصائص الجسم والله منـزه عن ذلك، وَفَوقَهُ أي فوقية المكانة والقهر والغلبة لا فوقية المكان، وَقَدْ أَعْجَزَ عَنِ الإِحَاطَةِ خَلقَهُ فإن الخَلْقَ لا يُحيطُ أحدٌ مِنْهُمْ علمًا بكلِّ شىءٍ مِنَ المخلوقاتِ.
وَنَقُولُ إنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبراهِيمَ خَلِيلاً أي أن إبراهيم بلغ الغايةَ في حبِّ الله، وهو مقامٌ عالٍ، وَكَلَّم الله مُوسى تَكْلِيمًا إيمانًا وتَصدِيقًا وَتَسلِيمًا. وَنُؤمِنُ وجوبًا بـ وجود المَلائِكَةِ وهُمْ عِبَادٌ للهِ تعالى لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أمَرَهُمْ كَمَا أخبرَ سُبحانَهُ وَ نؤمن بالنَّبيّينَ أي أنَّ اللهَ ارتضاهُمْ للنُّبُوَّةِ واصطفاهُمْ وأكرمَهُمْ بالسفارة بَيْنَهُ وبينَ عبادِه بما يُوحَى إلَيهِم.
و نؤمن بالكُتُبِ المُنَزَّلَةِ عَلَى المُرسَلِينَ بأنَّها مِنْ عندِ اللهِ تعالى، وليس للملك ولا للنبي تصرف في النظم والمعنى وَنَشهَدُ أَنَّهُم كَانُوا عَلَى الحَقِّ المُبينِ أي نعلم ونعتقد في قلوبنا ونعترف بألسنتنا بأنهم كانوا على الحق المبين الذي لا مرية فيه ولا شك.

عقيدة المسلم

عقيدة المسلم