قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قال الله تعالى في كتابه العزيز: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ ﴿سورة العلق﴾

قراءة في ءاية من القرءان الكريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾
سورة المؤمنون الآية 12

يقولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى:
*﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ{12}* *ثُمَّ* *جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ{13}* *ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا* *الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14} ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ{15} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ{16 }*﴾[سورة المؤمنون].
إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُخْبِرُنَا بِأَنَّهُ خَلَقَ الإنِسَان أَيْ ءَادَم ﴿*مِنْ سُلَالَةٍ*﴾ وَالسُّلالَةُ الخُلاصَةُ لأنَّهَا تُسَلُّ مِنْ بَيْنِ الكَدَر. وقِيلَ إِنَّمَا سُمِىَ التُرَابُ الذي خُلِقَ ءَادَمُ مِنْهُ سُلالَةً لأَنَّهُ سُلَّ مِنْ كُلِ تُرْبَةٍ ﴿*مِنْ طِينٍ*﴾ ﴿*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ*﴾ أَيْ نَسْلَه، لأنَّ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلام لَمْ يَصِرْ نُطْفَةً وَهُوَ كَقَوْلِهِ *﴿وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ {7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ {8 }﴾*[سورة السجدة] وَقِيلَ الإنْسَانُ بَنُو ءَادَمَ وَالسُّلَالَةُ النُّطْفَة، وَالعَرَبُ تُسَمِّي النُّطْفَةَ سُلَالَةً أَيْ ﴿*وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ*﴾ يَعْنِي مِنْ نُطْفَةٍ مَسْلُولَةٍ "مِنْ طِين" أَيْ مِنْ مَخْلُوقٍ مِن طِين وَهُوَ ءَادَمُ عَلَيْهِ السَّلام
﴿*نُطْفَةً*﴾ مَاءً قَلِيلًا
﴿*فِي قَرَارٍ*﴾ مُسْتَقَر يَعنِي الرَّحِم
﴿*مَكِينٍ*﴾ حَصِين
﴿*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ*﴾ أَيْ صَيَّرْنَاهَا
﴿*عَلَقَةً*﴾ قِطْعَةَ دَمٍ. وَالـمَعنَى أَحَلْنَا النُّطْفَةَ البَيْضَاءَ عَلَقَةً حَمْرَاء
﴿*فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً*﴾ لَحْمًا قَدْرَ مَا يُمْضَغ
﴿*فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا*﴾ فَصَيَّرْنَاهَا عِظَامًا
﴿*فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا*﴾ فَأَنْبَتْنَا عَلَيْهَا اللَّحْمَ فَصَارَ لَهَا كَاللِبَاس
﴿*ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ*﴾ الضَّمِيرُ يَعُودُ إلى الإنْسَان أَوْ إلَى الـمَذْكُور
﴿*خَلْقًا آخَرَ*﴾ أيْ خَلقًا مُبَايِنًا للْخَلْقِ الأوّل حَيْثُ جَعَلَهُ حَيَوَانًا وَكَانَ جَمَادًا وَنَاطِقًا وَسَمِيعًا وَبَصِيرًا وَكانَ بِضِدِ هذِهِ الصّفَات
﴿*فَتَبَارَكَ اللهُ*﴾ فَتَعَالَى أَمْرُهُ فِي قُدْرَتِهِ وَعِلْمِه
﴿*أَحْسَنُ الخَالِقِينَ*﴾ الـمُقَدِرِين، أَيْ أَحْسَنُ الـمُقَدِرِينَ تَقْدِيرًا. فَتُرِكَ ذِكْرُ الـمُمَيَّزِ لِدِلَالَةِ الخَالِقِينَ عَلَيْه.
وَقِيلَ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَعْدِ بنِ أَبِي سَرْح كَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلام فَنَطَقَ بِذَلِكَ قَبْلَ إِمْلَائِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم "اكْتُبْ هَكَذَا نَزَلَت"، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ نَبِيًّا يُوحَى إِلَيْه فَأَنَا نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيَّ فَارْتَدَّ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ ثُمَّ أَسْلَمَ يَوْمَ الفَتْح. وَقِيلَ هَذِهِ الحِكَايَةُ غَيْرُ صَحِيحَة لِأَنَّ ارْتِدَادَهُ كَانَ بِالـمَدِينَةِ وَهَذِهِ السُّورَةُ مَكّيّة. وَقِيلَ القَائِلُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب أَوْ مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
﴿*ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ*﴾ بَعْدَمَا ذَكَرْنَا مِنْ أَمْرِكُم
﴿*لَمَيِتُونَ*﴾ عِنْدَ انقِضَاءِ ءَاجَالِكُم
﴿*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ تُبْعَثُونَ*﴾ تُحْيَوْنَ لِلْجَزَاء
وَسُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين

قائمة قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قراءة في ءاية