قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قال الله تعالى في كتابه العزيز: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ ﴿سورة العلق﴾

قراءة في ءاية من القرءان الكريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
﴿قالَ هي رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾
سورة يوسف الآية 26

الشاهدَ الذِي شَهِدَ بِبَرَاءَةِ نَبِيِّ اللهِ وَحَبِيبِ اللهِ يوسُفَ عليهِ السلامُ بعدَ أَنِ اتَّهَمَتْهُ امرَأَةُ العَزِيزِ بِمُحَاوَلَةِ الاعتِدَاءِ عليهَا بِالفَاحِشَةِ وَبَرَّأَتْ نَفْسَها رَدَّ يوسُفُ عليهِ السلامُ التُّهمَةَ عنهُ ﴿قالَ هي رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ وفِي هذا الموقِفِ أَنْطَقَ اللهُ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شىءٍ شَاهِدًا مِنْ أَهْلِها وَهُوَ طِفْلٌ صَغِيرٌ في الْمَهْدِ لِتَنْدَفِعَ التُّهْمَةُ عن يُوسُفَ عليهِ السلامُ وتكونَ الحُجَّةُ عَلَى المرأَةِ التِي اتَّهَمَتْهُ زُورًا وَلِتَظْهَرَ براءَةُ يوسفَ عليهِ السلامُ واضحِةً أمامَ عزيزِ مِصْرَ ووَزِيرِها فقالَ هذا الشاهِدُ مِنْ أهلِها: ﴿إِن كانَ قَميصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَت وَهُوَ مِنَ الكاذِبينَ﴾ أَيْ لأنَّهُ يكونُ قد رَاوَدَهَا فَدَفَعَتْهُ حتَّى شَقَّتْ مُقَدَّمَ قَمِيصَهُ فتكونُ التُّهْمَةُ بذلِكَ عَلَى يُوسُفَ، وحاشَا لِنَبِيٍّ مِنْ أنبياءِ اللهِ أَنْ يَفْعَلَ مثلَ ذلكَ، فالأنبياءُ اللهُ تعالَى حَفِظَهُمْ وعَصَمَهُمْ مِنَ الكُفْرِ وَالكَبَائِرِ وَصَغَائِرِ الخِسَّةِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وبَعْدَهَا فَمَا مِنْ نَبِيٍّ مِنْ أنبياءِ اللهِ يَزْنِي أَوْ يَهُمُّ بالزِّنَا.
ثم قالَ هذا الشَّاهِدُ: ﴿وَإِن كانَ قَميصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَت وَهُوَ مِنَ الصّادِقينَ﴾. أي يكونُ لأنَّهُ قد تَرَكَها وذَهَبَ فَتَبِعَتْهُ وَتَعَلَّقَتْ بِهِ مِنْ خَلْفٍ فَانْشَقَّ قَمِيصُهُ بِسَبِبِ ذلكَ وتكونُ التُّهْمَةُ بذلِكَ على امرأَةِ العَزِيزِ، فَلَمَّا وَجَدَ العزيزُ أنَّ قميصَ يوسُفَ قَدِ انْشَقَّ مِنْ خَلْفٍ خَاطَبَ زَوْجَتَهُ وقالَ لهَا: ﴿إِنَّهُ مِنْ كَيدِكِنَّ إِنَّ كيدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾، أي هَذَا الذِي جَرَى مِنْ مَكْرِكُنَّ أَنْت راوَدتِهِ عن نفسِهِ ثم لِتَدْفَعِي التُّهْمَةَ عَنْ نفسِكَ اتَّهَمْتِهِ بِالبَاطِلِ والبُهتَانِ.
وأما قولُهُ تعالَى: ﴿ولقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَولا أَنْ رَأَى بُرْهانَ رَبِّهِ﴾، فمعنَاهُ أنَّ امرَأَةَ العَزِيزِ هَمَّتْ بأْنْ تَدْفَعَهُ إلَى الأَرضِ لِتَتَمَكَّنَ مِنْ قَضَاءِ شَهْوَتِها بعدَ وُقوعِهِ على الأرضِ وهُوَ هَمَّ بِأَنْ يَدْفَعَهَا عنهُ لِيَتَمَكَّنَ منَ الخروجِ مِنَ البَابِ لكن لَمْ يَفْعَلْ هُو لأنَّ اللهَ ألْهَمَهُ أنهُ لو دَفَعَها لكانَ ذلكَ حجَّةً عليهِ عندَ أهلِها بأَنْ يقولُوا إنما دفعَها ليفعَلَ بِهَا الفاحِشَةَ. فالذِي يَجِبُ أن يُعْتَقَدَ أنَّ اللهَ تعالَى عَصَمَ نبيَّهُ يوسفَ عليهِ السلامُ وَنَزَّهَهُ عنِ الفَحْشَاءِ وَحَمَاهُ عنهَا وَصَانَهُ مِنْهَا، كمَا صَانَ وعصَمَ سائرَ أنبيائِه عليهم الصلاةُ والسلام. اهـ

قائمة قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قراءة في ءاية