قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قال الله تعالى في كتابه العزيز: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾ ﴿سورة العلق﴾

قراءة في ءاية من القرءان الكريم

بسم الله الرّحمن الرّحيم
﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النسآء ولو حرصتم﴾
سورة النساء الآية 129

قال الله عزوجل ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النسآء ولو حرصتم﴾ سورة النساء آيه 129 أجمع المفسرون أن معنى هذه الآية أن من كان متزوجا أكثر من امرأة لا يستطيع أن يسوي بينهن في المحبة القلبية والاستمتاع بالجماع وما دونه وليس المعنى أن الرجل لا يستطيع أن يعدل في النفقة والمبيت بين نسائه وقد كان صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه في النفقة والمبيت وكذلك سائر الصالحين ولو كان المراد أن الرجل لا يمكنه العدل فيما أوجبه الله عليه بين نسائه فلماذا أباح الله تعالى الزواج بأربع نساء إذن.
قال تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا﴾ [سورة النساء-3] فقد أباح الله تعالى تعدد الزوجات الى أربع نساء يكن على ذمة الرجل في آن واحد وهذا معناه أن الرجل قد يجد من نفسه القدرة على الجمع بين أربع نسوة والعدل بينهن في النفقة والمبيت وهذا الواجب عليه شرعا بين زوجاته وليس المراد بالمبيت الجماع فقد يحصل جماع وقد لا يحصل أثناء مبيته عند كل منهن فإن علم من نفسه أنه لا يعدل في هذا اقتصر على واحده وإن علم من نفسه القدرة عليه فعدد التزويج بنية حسنة فله أجر وثواب كما يفهم هذا من الآية المذكورة آنفا ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ﴾ سورة النساء-3
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامه" رواه الترمذي
وهذا حكم الشرع رضي من رضي وأبى من أبى ومن سمى تعدد الزوجات خيانة أو جريمة أو نحو ذلك فقد كفر ولزمه العود الى الإسلام بالشهادتين فليعلم هذا ولتقف من كان في قلبها مرض عند حد الشرع فإن الحق أحق أن يتبع.
قال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في "زاد المسير" ما نصه قال أهل التفسير لن تطيقوا أن تسووا بينهن في المحبة التي هي ميل الطباع لأن ذلك ليس من كسبكم ولو حرصتم على ذلك إنتهى وقال مثله ابن عطية الأندلسي في تفسيره المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز قال أبو بكر بن عربي في شرح الترمذي ما نصه: والمعنى فيه تعلق القلب ببعضهن أكثر من بعض فعذرهم فيما يكنون إنتهى
وقد عدد صلى الله عليه وسلم النساء بعد وفاة خديجة رضوان الله عليها فكان يميل قلبه من بينهن إلى عائشة أكثر من بقيتهن فقال عليه الصلاة والسلام "اللهم هذا قسمي في ما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه الترمذي والنسائي ورواه الحاكم على شرط مسلم وصححه ووافقه الذهبي ورواه ابن ماجه عن عائشه رضي الله عنها بسند جيد.
وقسمي بسكون السين
فليعلم هذا وليتق الله امرؤ فيما يقول ويفعل فإن شرع الله ليس بالرأي والهوى
والله تعالى أعلم وأحكم

قائمة قراءة في ءاية من القرءان الكريم

قراءة في ءاية