دليل الزيارة في المدينة المنوّرة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ﴿120 سورة التوبة﴾

المدينة المنوّرة



توسعة بناء المسجد النبوي الشريف

شهد المسجد النبوي الشريف الذي بناه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بيديه الشريفتين في السنة الأولى من الهجرة بعد قدومه إلى المدينة المنوّرة مهاجراً من مكة المكرّمة توسعات متعاقبة.
وكانت أرض المسجد مكاناً لتجفيف التمر لغلامين يتيمين اسمهما "سهل وسهيل"، واختط الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أرض المسجد، وجعل القبلة إلى بيت المقدس، وحفر أساسه وسقفه بالجريد، وجعل عمده جذوع النخل وجعل له ثلاثة أبواب، وجعل في مؤخرة المسجد مكاناً مظللاً يُعرف بـ "الصفة" وهو المكان الذي كان يأوي إليه الغرباء والمساكين.
وفي عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17هـ، ضاق المسجد بالمصلين لكثرة الناس فقام رضي الله عنه بشراء الدُّور التي حول المسجد النبوي الشريف وأدخلها ضمن المسجد وكانت توسعته من الجهات الشمالية والجنوبية والغربية. غير أنه لم يزد من جهة الشرق لوجود حجرات أمهات المؤمنين رضوان الله عنهن.
وفي سنة 29 للهجرة إبّان عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ضاق المسجد النبوي بالمصلين، فشاور رضي الله عنه أهل الرأي من الصحابة في توسعة المسجد، فاسـتحـسنوا ذلك ووافقوه الرأي فبدأ بتوسعته من جهة القبلة (الجنوب) ومن الجهة الشمالية ولم يوسعه من الجهة الشرقية وبقي كما كان على عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوجود بيوت أمهات المؤمنين.
ومن ثم قام الخليفة الوليد بن عبدالملك في العصر الأموي ما بين عامي 88 و91 للهجرة بزيادة.
وفي العصر العباسي سنة 161 للهجرة، زاد الخليفة المهدي.
وفي عام 888 للهجرة، زاد سلطان اشرف قايتباي في مساحة المسجد النبوي .
ثم زاد بعده في العصر العثماني السلطان عبدالمجيد مساحة.