دليل الزيارة في المدينة المنوّرة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ﴿120 سورة التوبة﴾

المدينة المنوّرة



مسجد القبلتين



ويقع في المدينة المنورة كما أنّه من أبرز معالمها، وتأتي تسميته بالقبلتين لما ورد أن النبي الكريم قد صلى باتجاه قبلة بيت المقدس فترة من الزمن بعد قدومه المدينة كما جاء في صحيح مسلم سِتَّة عَشَرَ شَهْرًا، ثم أمر بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة.
وفي قصة التحويل أنه كانت جماعة من المسلمين تصلّي إلى جهة المسجد الأقصى، فإذا بمنادٍ ينادي من خلفهم يأمرهم بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرّفة في المسجد الحرام، فاستجاب الصحابة لذلك، فحوّلوا وجوههم وأجسادهم إلى المسجد الحرام، وكان المسجد الذي حصلت به تلك الحادثة يعود إلى بني سلمة، وقد أقاموه في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وبعد حادثة تحويل القبلة التي حصلت به أُطلق عليه مسجد القبلتين.

وكانت حادثة تحويل القبلة في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة النبويّة، عندما أمر الله تعالى بذلك حيث قال: ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾.
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنون معه يتّجهون في صلاتهم إلى المسجد الأقصى في بداية الأمر، واستمرّ الأمر على ذلك بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة سبعة عشر شهراً، إلّا أنّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان يرغب في أن يصلّي إلى جهة الكعبة المشرّفة