الأفضل لك

قال الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّـهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٦٨﴾ سورة البقرة

الأفضل لك

الأفضل لك أن تكون من المستغفرين

الْأفْضَلُ لَكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ

الْاِسْتِغْفَارُ فِي الْغَالِبِ يَكُونُ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي وَقَعَ لِلْخَلَاصِ مِنَ الْمُؤَاخَذَةِ بِهِ فِي الْآخِرَةِ، وَقَدْ يَكُونُ لِغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أفْضَلِ الْعِبَادَاتِ فِي دِينِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَأَنْفَعِهَا. وَقَدْ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الآيَاتِ، قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ فِي الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [سورة البقرة/199]، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِهِ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّصْرِ: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا (3) ﴾.

وَإِنَّ لِلْاِسْتِغْفَارِ الْكَثِيرَ مِنَ الْفَضَائِلِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، أَخْبَرَنَا اللهُ تَعَالَى عَنْهَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ وَكَذَلِكَ أَخْبَرَنَا بِهَا رَسُولُهُ ﷺ. وَمِنْ فَضَائِلِ الْاِسْتِغْفَارِ مَغْفِرَةُ الذُّنُوبِ وَتَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ. رَوَى الْبَيْهَقِيُّ وَالْـحَاكِمُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "مَنْ قَالَ: أَسَتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ". وَمِنْ فَضَائِلِ الْاِسْتِغْفَارِ أَيْضًا نُزُولُ الْغَيْثِ مِنَ السَّمَاءِ وَزِيادَةُ الرِّزْقِ وَالْمَالِ وَذَهَابُ الْعُقْمِ وَكَثْرَةُ الْأَوْلَادِ وَالْعَيْشُ بِرَغَدٍ وَطُمَأْنِينَةٍ وَسَلَامٍ، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّه كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [سورة نوح/10-11-12]. كَمَا يُشْرَعُ الْاِسْتِغْفَارُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَلَكِنْ يُوجَدُ هُنَاكَ بَعْضُ الْأَوْقَاتِ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا لِلْاِسْتِغْفَارِ الْمَزِيدُ مِنَ الْفَضْلِ كَالْاِسْتِغْفَارِ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَخِيرِ أَوْ فِي الْأَسْحَارِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [سورة غافر/55]. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ"، يَقُولُ: "مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ". وَمَعْنَى الْحَديثِ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ مُنَادِيًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَيُبَلِّغُ الْمَلَكُ عَنِ اللهِ "هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ" بِدَلِيلِ رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: "إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَمَرَ مُنَادِيًا". اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وءَاخِرُ دَعْوَانَا أنِ الْـحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.