لحظات... مع النبيّ صلى الله عليه وسلم
من كتاب صحيح البخاري

قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ سورة القلم

لحظات... مع النبيّ صلى الله عليه وسلم
من كتاب صحيح البخاري

يحث أصحابه على قيام الليل

يحث أصحابه على قيام الليل

أحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدوَمُها وإنْ قَلَّ، وعلى العَبدِ أنْ يَصبِرَ نفْسَه في طَريقِ الطاعةِ ويَأخُذَها بالرِّفقِ حتَّى لا تَضعُفَ أو تَمَلَّ، فتَنقطِعَ عن العبادةِ. روى البخاري رحمه الله عن عَبْد اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ".

ففي هذا الحديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلًا لعَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ أنَّه كان يَقومُ اللَّيلَ ثمَّ ترَكَ القِيامَ، حتَّى لا يَترُكَ قِيامَ اللَّيلِ كما ترَكَه هذا الرَّجلُ؛ لأنَّ اللهَ يُحِبُّ مُواصلةَ العملِ الصالح ومُداومتَه، ويَجزي على دَوامِه ما لا يَجْزي على الْمُنقطِعِ منه. وقيام الليل ليس خاصا بشهر رمضان المبارك، بل من تَعَوَّدَ قيامَ الليلِ في رمضانَ وناجَى ربَّه في سَحَرِ رمضانَ فليواصِلْ هذه السُّنةَ المباركةَ بعد رمضان، ولْيَجْعَلْ له حظّاً مستمراً منها ولو كان قليلاً لِيكونَ مِن الذين قال فيهم ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾.